عقيدة أهل السنة في أسماء الله وصفاته
وقوله -تبارك وتعالى-: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، ومعنى الآية الكريمة: أي: ولله أكرم الأسماء وأجلها وأحسنها وهي خاصة به -عز وجل- فاسألوه -عز وجل- بها وتوسلوا إلى الله تعالى بذكرها، واعبدوه ونادوه بها، وسمُّوه بها، وهو وحده أعلم بأسمائه وصفاته فلا تسموه إلا بما سمى به نفسه أو سماه به رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكل أسمائه حسنى وكل صفاته عُلَى ومهِّلوا الذين يلحدون في أسمائه فيسمونه بغير ما سمَّى بها نفسه أو سماه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الملحدين المشركين والمعطلين والمشبهين والمؤولين والممثلين والمحرفين والمكيفين، واتركوهم إلى أجل هم بالغوه وسوف يجزون بما كانوا يفترونه على الله وبما كانوا يعملونه من المعاصي والسيئات.
وقد تفضل الله -تبارك وتعالى- على أهل السنة والجماعة فأثبتوا لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء الحسنى والصفات العُلى من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف ولا تكييف ولا تعطيل ولا تأويل فإنه -عز وجل- ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وقد سمى الله -عز وجل- نفسه حفيظاً عليما، وسمى بعض عباده حفيظاً عليما وليس الحفيظ العليم الذي سمى الله بهما نفسه كالحفيظ العليم الذي سمى اله بهما بعض عباده، ولذلك قال الخضر لموسى -عليه السلام- لما ركبا السفينة ووقع عصفورٌ على حرف السفينة فغمس منقاره في الحبر: يا موسى ما علمك وعلمي وعلم الخلائق في علم الله إلا مقدار ما غمس هذا العصفور منقاره كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي بن كعب. فأسماء الله وصفاته لا تليق إلا به، وأسماء العباد وصفاتهم لا تليق إلا بهم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص330-331
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق