قوله: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ} تقرير لحقيقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وقوله -عز وجل-: {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ...} [الأعراف: 188]، الآية. تقرير لحقيقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ووظيفته بأنه عبد الله ورسوله لا يقدر على جلب نفع لنفسه ولا يقدر على دفع ضر عن نفسه أو عن غيره إلا بمشيئة الله، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا يعلم الغيب، لأن عالم الغيب والشهادة هو رب العالمين، كما قال -عز وجل-: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: 26-28]، وأنه ليس على الرسول إلا البلاغ المبين لإنذار من عصاه بالنار وبشارة من أطاعه بالجنة ولا ينتفع بذلك إلا المؤمنون.
وإن تعجب فعجب للذين يدْعُون أصحاب القبور والأضرحة ويسألونهم أن يجلبوا له نفعاً أو يدفعوا عنهم ضرًا وهم يقرؤون هذه الآية في حق أفضل الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص338-339
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق