لا يليق بعاقل أن يعبد من لا يملك له نفعاً ولا ضرا
ومعنى قوله -عز وجل-: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} [الأعراف: 191]، أي: أيعبدون مع الله أنداداً وأصناماً وأوثاناً ما لا يقدر على خلق ذبابة وهذه الأصنام وعابدوها مصنوعون مخلوقون، بل بعض عابديها أقدر على الحركة منها، وقد يكون العابد هو الصانع لمعبوده كما قال خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام-: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ} [الصافات: 95]، وقد ضرب الله -تبارك وتعالى- مثلاً لعجز هذه الأصنام حيث قال: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 73-74]، ولهذا قال -عز وجل- في هذا المقام: {وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ} [الأعراف: 192]، أي: لا يقدرون على نصر عابديهم ولا يستطيعون نصر أنفسهم ممن أرادهم بسوء، فهل يليق بعاقل أن يذل ويعبد من لا يملك له ولا لغيره نفعاً ولا ضرا، ولا يستطيع أن يحمي نفسه ممن أراده بسوء؟
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص345
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق