فضل الاستماع والإنصات لكتاب الله
ومعنى قوله -تبارك وتعالى-: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]، أي: وإذا تُلي عليكم كتاب الله المنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- فأصغوا له سمعكم لتتفهموا آياته ولتعتبروا بمواعظه وأمسكوا عن الكلام لتتمكنوا من ضبط ما تسمعون حتى تتسرب إليكم أنواره فتضيء لكم طريق الهدى وتبتعدوا عن طريق الرَّدَى وتنخرطوا في سلك عباد الله المتأهلين للدخول في رحمته. يقال: استمع له وتسمَّع، أي: أصغى ومال بسمعه نحوه حتى لا يفوته منه شيء، وانصت بمعنى سكت.
وقد اثنى الله -تبارك وتعالى- على الجن وإنصاتهم لاستماع القرآن، وأشار إلى أنهم لما استمعوا له انصرفوا دعاة إلى الله -عز وجل- محرِّضين قومهم على الاستجابة لرسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- والإيمان به حيث يقول -عز وجل-: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأحقاف: 29-32].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص356
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق