من صفات المؤمنين: الوجل عند ذكر الله
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 2-4].
والصفة الأولى من صفات المؤمنين في هذا المقام هي الوجل عند ذكر الله -عز وجل-، فإن المؤمن إذا ذكر الله أو سمع ذكره فتذكر مرجعه إلى الله ووقوفه بين يديه وَجِلَ، أي: خاف وفزعَ وفَرقَ وخشي ورهِبَ وأخْبَتَ كما قال -عز وجل-: {وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60]، وكما قال -عز وجل-: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحج: 34-35]. قال الزجاج: تأويله: إذا ذُكِرَتْ عظمة الله وقدرته وما خَوَّفَ به من عصاه وجلت قلوبهم، أي: فزعت لذلك. ا ه
والعرب يستعملون الوجل فيما يخافونه ويرهبونه مما قد يقع بهم من المكروه في المستقبل، كما قال معن بن أوس:
لعمرُك ما أدري وإني لوجل ..... على أينا تعدو المنيةُ أَوَّلُ
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص369
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق