لا معارضة بين وجل القلب عند ذكر الله وبين طمأنينته بذكر الله

2020-09-23
لا معارضة بين وجل القلب عند ذكر الله وبين طمأنينته بذكر الله
اللطيفة العاشرة من تفسير سورة الأنفال من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول أنه لا معارضة بين وجل القلب عند ذكر الله وبين طمأنينته بذكر الله.

ولا معارضة بين وجل قلب المؤمن عند ذكر الله وبين طمأنينة القلب بذكر الله حيث يقول -عز وجل-: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، لأن وجل القلب إنما يكون بتذكر المؤمن عظمة الله وعَرْضَهُ على الله يوم القيامة ومقامه بين يدي جبار السماوات والأرض للحساب، لكنه إذا ذكر الله -عز وجل- وأكثر من تسبيحه وتقديسه وتحميده وتمجيده وتذكَّر فضله وجوده ورحمته التي سبقت غضبه دخل على قلبه الرجاء فاطمأن بذكر الله وطمع في إحسانه، وهذا حال المؤمن فإنه يرجو رحمة الله ويخاف عذابه، فلا يصل خوفه إلى القنوط واليأس من رحمة الله ولا يحمله الرجاء على الأمن من عقاب الله.

وقد أشار الله -تبارك وتعالى- إلى ذلك في وصف عباده الصالحين حيث يقول: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57]، وكما قال -عز وجل-: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص370

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق