مخالفة رسول الله قد تسلك بالمخالفين مسلك الكافرين

2020-09-23
مخالفة رسول الله قد تسلك بالمخالفين مسلك الكافرين
اللطيفة التاسعة والعشرون من تفسير سورة الأنفال من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول أن مخالفة رسول الله قد تسلك بالمخالفين مسلك الكافرين

وقوله -تبارك وتعالى-: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأنفال: 21]، تحذير شديد من مخالفة أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتنبيه على أن مخالفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تسلك بالمخالفين مسلك الكافرين.

قال ابن جرير رحمه الله: القول في تأويل قوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}، قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمؤمنين بالله ورسوله من أصحاب نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تكونوا، أيها المؤمنون، في مخالفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كالمشركين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم قالوا: {قَالُوا سَمِعْنَا}، بآذاننا، {وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}، يقول: وهم لا يعتبرون ما يسمعون بآذانهم ولا ينتفعون به، لإعراضهم عنه، وتركهم أن يُوعُوه قلوبهم ويتدبروه. فجعلهم الله، إذ لم ينتفعوا بمواعظ القرآن -وإن كانوا قد سمعوها بأذانهم-، بمنزلة من لم يسمعها.

يقول جل ثناؤه لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تكونوا أنتم في الإعراض عن أمر رسول الله، وترك الانتهاء إليه وأنتم تسمعونه بآذانكم، كهؤلاء المشركين الذين يسمعون مواعظ كتاب الله بآذانهم، ويقولون: {قَدْ سَمِعْنَا}، وهم عن الاستماع لها والاتعاظ بها معرضون كمن لا يسمَعُها. ا ه

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص392-393

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق