مخالفة رسول الله قد تسلك بالمخالفين مسلك الكافرين
وقوله -تبارك وتعالى-: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأنفال: 21]، تحذير شديد من مخالفة أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتنبيه على أن مخالفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد تسلك بالمخالفين مسلك الكافرين.
قال ابن جرير رحمه الله: القول في تأويل قوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}، قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمؤمنين بالله ورسوله من أصحاب نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تكونوا، أيها المؤمنون، في مخالفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كالمشركين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم قالوا: {قَالُوا سَمِعْنَا}، بآذاننا، {وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}، يقول: وهم لا يعتبرون ما يسمعون بآذانهم ولا ينتفعون به، لإعراضهم عنه، وتركهم أن يُوعُوه قلوبهم ويتدبروه. فجعلهم الله، إذ لم ينتفعوا بمواعظ القرآن -وإن كانوا قد سمعوها بأذانهم-، بمنزلة من لم يسمعها.
يقول جل ثناؤه لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تكونوا أنتم في الإعراض عن أمر رسول الله، وترك الانتهاء إليه وأنتم تسمعونه بآذانكم، كهؤلاء المشركين الذين يسمعون مواعظ كتاب الله بآذانهم، ويقولون: {قَدْ سَمِعْنَا}، وهم عن الاستماع لها والاتعاظ بها معرضون كمن لا يسمَعُها. ا ه
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص392-393
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق