تنفير المؤمنين من مشابهة المشركين

2020-09-23
تنفير المؤمنين من مشابهة المشركين
اللطيفة الثلاثون من تفسير سورة الأنفال من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول تنفير المؤمنين من مشابهة المشركين.

وقوله -تبارك وتعالى-: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} [الأنفال: 22]، هذه غاية قصوى في تنفير المؤمنين من مشابهة المشركين المعرضين عن أوامر الله وأوامر رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث وصفهم الله -عز وجل- بأنهم شر الدواب وأنهم الصم البكم الذين لا يعقلون، أي: إن شر ما دبَّ على الارض من البريَّة عند الله هم الصُّمُّ عن الخير البكم الذين لا يقولون الحق المحرومون من الفهم الصحيح والقصد إلى العمل الصالح.

ولذلك شبههم الله بالأنعام ووصفهم بأنهم أضل من البهائم حيث قال -عز وجل-: {وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171]، وكما قال -عز وجل-: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [الأعراف: 179].

وقد قال البخاري في صحيحه: حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا ورقاء عن ابن أبي نَجِيح عن مجاهد عن ابن عباس: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}، قال: هم نَفَرٌ من بني عبد الدار. ا ه

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص393

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق