جعل الله المال والولد فتنة واختبارا في الدنيا
وقوله -عز وجل-: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28]، تحذير من أن يحمل حبُّ الإنسان للمال أو الولد على الخيانة لله أو لرسوله -صلى الله عليه وسلم- أو للمؤمنين، فإن المال ظل زائل وعارية مستردة، ومن عصى الله من أجل ولده يوشك أن يعاقبه الله -عز وجل- به ويحرمه من منافعه في الدنيا والآخرة، ومن راعى الأمانة فيما خوله الله -عز وجل- وتفضل عليه به من الأموال والأولاد فإن له الأجر العظيم عند الله -عز وجل-.
فلا ينبغي للعاقل أن يحمله حبه للمال والأولاد على الخيانة، بل عليه أن يوقن أن المال والولد قد جعله الله -عز وجل- فتنة واختباراً في الدنيا وربما يكون الولد قد امتلأ قلبه بالعداوة لأبيه وهو لا يدري ولا يشعر كما قال -عز وجل-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (15) فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التغابن: 14-16].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص399-400
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق