وجوب الكف عمن أعلن أنه دخل في الإسلام

2020-09-23
وجوب الكف عمن أعلن أنه دخل في الإسلام
اللطيفة التاسعة والأربعون من تفسير سورة الأنفال من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول وجوب الكف عمن أعلن أنه دخل في الإسلام.

وقوله -تبارك وتعالى-: {فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الأنفال: 39-40]، أي: فإن ثاب هؤلاء إلى الرشد وأعلنوا أنهم دخلوا الإسلام فاقبلوا منهم قولهم وأمسكوا عن قتالهم، فإن قولهم: لا إله إلا الله يعصم دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله الذي لا تخفى عليه خافية ولا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين، وهو بصير بأعمالهم وأعمال سائر عباده، وإن لم ينتهوا عن كفرهم وفتنتهم وأدبروا عما دعوتهم إليه وأصروا على كفرهم وقتالكم فقاتلوهم وأيقنوا بنصر الله لكم لأنه مولاكم يعينكم وينصركم عليهم وهو -عز وجل- نعم المعين لأوليائه ونعم الناصر لهم.

وقد أكد الإسلام وجوب الكف عن من أعلن أنه دخل في الإسلام حيث يقول -عز وجل-: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 5]، وقال -عز وجل-: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]. وقد روى البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص417

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق