من تدبير الله للمؤمنين أنه يُريهم أعداءهم ضعفاء
وقوله عز وجل: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [الأنفال: 43]، زيادة تفصيل لما يدبره أرحم الراحمين لإظهار حكمته وعلمه وقدرته، حيث أرى رسوله -صلى الله عليه وسلم- في منامه المشركين قليلاً قبل لقائهم فأخبر أصحابه -رضي الله عنهم- بما رأى في منامه من قلة عدوهم؛ فكان ذلك تشجيعاً لهم على لقاء عدوهم وتثبيتاً لهم؛ ليطرد بذلك عنهم الخوف ويثبت أقدامهم.
وليس لقائل أن يقول: إن رؤيا الأنبياء وحي ولا يكون إلا صدقاً وحقا فكيف يراهم قليلاً مع كثرتهم؟ إلا أن الجواب هو أن تفسير القلة بالضعف مع أن الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ولا شك أن هذا الرؤيا المباركة كانت من أهم أسباب إقدام المؤمنين على لقاء عدوهم ودفع التنازع في شأن بينهم في شأن قتالهم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص7
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق