قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} مثل أعلى في الوفاء والابتعاد عن شبهة الخيانة
ومعنى قوله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58]، أي: وإن علمت عن قوم من المعاهدين أنهم يريدون نقض العهد الذي بينك وبينهم فلا تعاجلهم ولا تباغتهم بالحرب حتى تعلن لهم أنك حرب لهم وهم حرب لك، وأخبرهم بذلك إخباراً مكشوفاً بأنك قد قطعت ما بينك وبينهم من المعاهدة ولا تناجزهم الحرب وهم على توهم بقاء العهد حتى لا يتوهم فيك شائبة خيانة أصلاً، وهذه التربية مثل أعلى في الوفاء والابتعاد عن شبهة الخيانة.
وقد أكد الله تبارك وتعالى هذا المعنى بقوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} تحذيراً من الهجوم على العدو المعاهد قبل تحذيره وإنذاره، وبياناً بأن الله لا يحب الخيانة حتى ولو في حق الكفار وهذا من الأمثلة العليا في تأديب المسلمين حتى يكونوا على أرقى درجات السلوك مع الكفار في الحرب والسلم فما بالك مع المسلمين.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص21-22
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق