قطع أطماع أعداء الله في توهم إطفاء نور الله
قال تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} [الأنفال: 59-60].
هذا تيئيس للكفار من الانتصار على المسلمين وقطع لأطماع أعداء الله في توهم إطفاء نور الله، ومعنى قوله عز وجل: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا}، أي: ولا يخطر ببال الكافرين أنهم يستطيعون إعجازنا وأن يفلتوا منا فإنهم تحت قهرنا وسطاننا فمالهم من مفر كما قال عز وجل: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [العنكبوت: 4]، أي: أخطر ببال الذين يرتكبون المعاصي أن يفلتوا منا، قبح حكمهم وخاب ظنهم وبئس ما خطر ببالهم. وقد أكد الله تبارك وتعالى ذلك بقوله عز وجل: {إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} [الأنفال: 59]، أي: إنهم لا يستطيعون الإفلات من قبضتنا. وكما قال عز وجل: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ} [النور: 57]، أي: ولا يخطر ببالك أن الكفار يهربون منا ويستطيعون الفرار من عقوبتنا.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص23
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق