آنية أهل الكتاب لا يؤكل فيها إذا طبخ فيها الخنزير، فإن لم يجد المسلم غيرها فإنه يغسلها ويأكل فيها

2020-06-16
آنية أهل الكتاب لا يؤكل فيها إذا طبخ فيها الخنزير، فإن لم يجد المسلم غيرها فإنه يغسلها ويأكل فيها
باب الآنية.. الفائدة التاسعة من فوائد كتاب فقه الإسلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول آنية أهل الكتاب لا يؤكل فيها إذا طبخ فيها الخنزير، فإن لم يجد المسلم غيرها فإنه يغسلها ويأكل فيها.

عن أبي ثعلبة الخشني رضى اللَّه عنه قال: قلت: يا رسول اللَّه إنا بأرض قوم أهل كتاب أفنأكل في آنيتهم؟ قال: (لا تأكلوا فيها إلا ألا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها) متفق عليه.

هذا الحديث روى بلفظ (إنا بأرض قوم أهل كتاب، أفنأكل في آنيتهم؟ قال: (لا تأكلوا فيها). الحديث، وهو يفيد النهى عن الأكل في آنية أهل الكتاب إلا إذا لم يوجد غيرها فتغسل ويؤكل فيها ويستفاد من ذلك أنها نجسة، وسيأتي عن عمران بن حصين رضى اللَّه عنه أن النبي-صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه توضؤا من مزادة امرأة مشركة وهذا يدل على أن آنية المشركين طاهرة مع أن المشركين دون أهل الكتاب، وقد قال تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ}.

وقد روى أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد اللَّه -رضي الله عنه-ما قال: كنا نغزو مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فنصيب من آنية المشركين وأسقيتهم فنتمتع بها ولا يعيب ذلك علينا) ويدفع هذا التعارض بأن النهي عن الأكل في آنية أهل الكتاب محمول على ما يطبخ فيها الخنزير وما يشرب فيها الخمر؛ لأن هذه الرواية التي معنا -وإن كانت مطلقة- فقد قيدتها رواية أبى داود وأحمد بلفظ (إنا نجاور أهل الكتاب وهم يطبخون في قدورهم الخنزير ويشربون في آنيتهم الخمر، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (إن وجدتم غيرها) الحديث، ولا شك أن المطلق يحمل على المقيد.

فقه الإسلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام: ص26-27

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق