"مَن" في قوله: {وَمَنِ اتَّبَعَكَ} في موضع نصب لا رفع؛ لما يوهم من معنى فاسد

2020-09-23
"مَن" في قوله: {وَمَنِ اتَّبَعَكَ} في موضع نصب لا رفع؛ لما يوهم من معنى فاسد
اللطيفة السبعون من تفسير سورة الأنفال من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول "مَن" في قوله: {وَمَنِ اتَّبَعَكَ} في موضع نصب لا رفع؛ لما يوهم من معنى فاسد.

و (مَن) في قوله عز وجل: {وَمَنِ اتَّبَعَكَ} [الأنفال: 64]، في موضع نصب على أنه مفعول معه، أي: كفاك وكفى أتباعك الله ناصرا، كما في قول الشاعر:

فحسبك والضحاك عضب مهند

ولا يجوز جعل: (مَن) في موضع رفع لما تقرر من أنه لا يجوز أن يقال: حسبك الله وفلان، لأن ذلك شرك. كما لا يجوز أن يقال: ما شاء الله وشئت، لأن هذا القول لمّا قاله رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أجعلتني لله ندا؟ قل: ما شاء الله ثم شئت).

هذا ولا عبرة بقول بعض النحاة: إنه يجوز العطف على الضمير المجرور دون إعادة الجار لأنه مذهب مصادم لعقيدة التوحيد المقررة عند اهل السنة والجماعة، وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى أن هناك أموراً يجوز العطف فيها على الله بالواو وأموراً لا يجوز فيها ذلك لاختصاصها بالله عز وجل حيث يقول: {وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} [التوبة: 59]، وقال عز وجل: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]، لأن الإيتاء يضاف إلى الله وإلى غيره حقيقة وكذلك الشكر، أما حسبك الله وكذلك الرغبة والرهبة والإنابة والقنوت فإنه لله وحده، وهو من أنواع العبادات التي لا تكون إلا لله، وكما قال عز وجل: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة: 40].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص28-29

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق