الأمر بالتحريض على القتال سنة الله في خلقه من الابتلاء

2020-09-23
الأمر بالتحريض على القتال سنة الله في خلقه من الابتلاء
اللطيفة الواحدة والسبعون من تفسير سورة الأنفال من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول الأمر بالتحريض على القتال سنة الله في خلقه من الابتلاء.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 65-66].

بعد أن أكد الله عز وجل لنبيه -صلى الله عليه وسلم- وللمؤمنين بأنه حسبهم وكافيهم في ردع أعدائهم، حرض نبيه -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين على حرب أعدائهم ومناجزتهم ومبارزة أقرانهم من الكفار، والتحريض في اللغة الحث على الشيء بكثرة الترغيب فيه وتسهيله.

وقال البخاري في صحيحه: باب التحريض على القتال: وقوله تعالى: {حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ}، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا أبو إسحاق، عن حميد، قال: سمعت أنسا -رضي الله عنه-، يقول: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع، قال: (اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة)، فقالوا مجيبين له:

نحن الذين بايعوا محمدا ... على الجهاد ما بقينا أبدا

والأمر بالتحريض على القتال بعد إخبارهم بأن الله عز وجل حسبهم وكافيهم لتجري فيهم سنة الله في خلقه من الابتلاء، كما قال عز وجل: {لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 4-6].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص30-31

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق