العلم في قوله: {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} ليس حادثاً بل هو علم أزلي

2020-09-23
العلم في قوله: {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} ليس حادثاً بل هو علم أزلي
اللطيفة الثالثة والسبعون من تفسير سورة الأنفال من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول العلم في قوله: {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} ليس حادثاً بل هو علم أزلي.

ومعنى قوله عز وجل: {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا} [الأنفال: 66]، أي: وعلم أنكم لا قدرة للواحد منكم على قتال عشرة أمثاله إلا بمشقة تفوق قدرتكم، وليس هذا علماً حداثاً بل هو علم أزلي، فهو يعلم حالهم قبل خلقهم، وأمرهم بثبات الواحد للعشرة لكنه عز وجل له الحكمة البالغة فيما أمرهم به في الحالة الأولى وفي الحالة الثانية.

ولا ريب أن أمره الأول كان في حال من قلة العدد وكثرة العدو وكثيراً ما تدرج التشريع من التشديد إلى التخفيف كما هنا، وكما في فرض الصيام من بعد صلاة العشاء، أو النوم قبلها إلى غروب الشمس ثم جعل الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وعلى المسلم الطاعة لله ولرسوله في السراء والضراء والعسر واليسر، والله تفضل على عباده فلا يكلف نفساً إلا وسعها.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص33

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق