الأمر بقتال المشركين لحملهم على الخروج من الظلمات إلى النور
قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} [التوبة: 6].
هذه بينة أخرى من البينات الجليلة الواضحة التي تُظهر أن دين الإسلام هو دين العلم والسلم، وترشد هذه الآية إلى أن الأمر بقتال المشركين ومحاصرتهم ليس حباً في سفك دمائهم، بل القصد منه حملهم على الخروج من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم ليسعدوا في الدنيا والآخرة، وكأنه يقودهم بالسلاسل إلى الجنة.
ولذلك أذن بفتح أبواب دار الإسلام لمن رغب من المشركين الذين يعلنون رغبتهم في معرفة دين الإسلام وسماع القرآن وتعلمه وأن عليهم أن يطلبوا من ولي أمر المسلمين أن يمنحهم أماناً وجواراً ليسمعوا كلام الله، وأن على إمام المسلمين أن يمنحهم هذا الأمان وأن يجيرهم من كل معتد يحاول الاعتداء عليهم مدة بقائهم في دار الإسلام سواء قبلوا الدخول في الإسلام أو رفضوا الدخول فيه.
وأن على الإمام وجميع المسلمين حفظهم ورعايتهم ما داموا يطلبون العلم وحتى يرجعوا إلى بلادهم آمنين مطمئنين على دمائهم وأعراضهم وأموالهم، فإذا وصلوا إلى مأمنهم في ديارهم اعتبرهم الإمام محاربين وصار حرباً لهم كما كانوا قبل الاستجارة.
وكذلك من دخل للتجارة أو حاملاً لرسالة أو طلباً لصلح أو هدنة أو نحو ذلك وطلب أماناً منح هذا الأمان.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص51-52
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق