الخيرة للإمام في شأن المستجير على ما يراه مصلحة للإسلام والمسلمين
وقوله: {أَحَدٌ} [التوبة: 6]، مرفوع بفعل الشرط المقدر الذي يدل عليه قوله: {اسْتَجَارَكَ}، كأنه قيل: وإن استجارك أحد من المشركين استجارك. وهذا اللون من الأساليب البلاغية يساق للتأكيد، وللتنبيه هنا إلى أن ولي أمر المسلمين ينبغي له أن يتأكد أن الراغب في دخول دار الإسلام من المشركين هو مستجير وحريص على هذه الاستجارة لسماع القرآن، أما إذا ثبت لولي أمر المسلمين أن هذا الشخص قد استغل هذه الحصانة التي منحت له ليتجسس على المسلمين لأعداء المسلمين ويطلع على عوراتهم وثغراتهم وأسرارهم؛ فللإمام قتله إن شاء وله أن يتخذه أسيراً ليبادل به الأسرى من المسلمين. فالخيرة للإمام في شأنه على ما يراه مصلحة للإسلام والمسلمين.
وقد روى البخاري في صحيحه من حديث سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه- قال: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- عَيْنٌ من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه يتحدث ثم انفتل، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اطلبوه واقتلوه...) الحديث.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص52-53
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق