التوبة من الشرك وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة شرط الأخوة في الدين
قال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [التوبة: 11]. هذا تأكيد لما تقدم في الآية الخامسة من هذه السورة المباركة من قوله عز وجل فيها: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5]، إلا أنه هناك جعل توبتهم من الشرك وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة يوجب تخلية سبيلهم المقتضية لفك الحصار عنهم والكف عن قتالهم، أما هذه الآية فقد جعلت توبتهم من الشرك وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة مؤذنة بأُخوّتهم لنا في الدين حتى لا يخطر ببال أحد أن مجرد تخلية سبيلهم وفك الحصار عنهم لا يقتضي أخوتهم لنا في الدين.
ففصل الله تبارك وتعالى هذا التفصيل ليزول من قلوب المسلمين أي ارتياب في مودتهم لما كان في النفوس من العداوة لهم قبل توبتهم وإقامتهم للصلاة وإيتائهم للزكاة، ولذلك ذيل هذه الآية الكريمة بقوله عز وجل: {وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}. وخصهم بالعلم لأنهم أهل اللسان العربي الذي يفقهون الأساليب البلاغية ويدركون معاني المفردات والتراكيب العربية، وقد نزل القرآن بلسان عربي مبين.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص58-59
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق