قطع الولاية بين المسلم والكافر لا يمنع من صلة القريب الكافر والإحسان إليه

وقطع الولاية بين المسلم والكافر لا يمنع من صلة القريب الكافر والإحسان إليه، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدِمَتْ عليَّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: (نعم صِلِي أمك). ومعنى راغبة، أي: طامعة في أن أصلها وكانت أمها يومئذٍ مشركة.
وقد بين الله تبارك وتعالى أن حسن معاملة المسلم للكافر غير منهي عنها حيث يقول عز وجل: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]، وأثنى الله عز وجل على من يطعم الأسير حيث جعل ذلك من أفضل أعمال البررة حيث يقول: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [الإنسان: 8]. وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر أصحابه بالإحسان إلى الأسرى الكافرين، إنما المنهي عنه هو محبة الكافر وصداقته واتخاذه بطانة من دون المؤمنين.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص72-73
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق