دين الله منتصر لا يضره من خالفه

2020-09-26
دين الله منتصر لا يضره من خالفه
اللطيفة الخامسة والأربعون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول أن دين الله منتصر لا يضره من خالفه.

ومعنى قوله عز وجل: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32]، أي: وقد قضى الله عز وجل أن تكون كلمته العليا وكلمة الذين كفروا السفلى ولا بد أن ينتصر دين الله وتشع أنواره على العالمين، ولا يضره من خالفه وحاول صد الناس عن الاهتداء به وكرهوا أن ينتصر الحق على الباطل والهدى على الضلال، وافتروا على الله الكذب وهم يُدْعَوْنَ إلى الإسلام الذي يخرجهم من الظلمات إلى النور، وقد أشار الله عز وجل في مقام شبيه بهذا المقام من كتاب الله عز وجل في سورة الصف وذكر نصائح موسى وعيسى لقومهما وتبشير عيسى لقومه بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وحضّهم على اتباعه إذا جاءهم حيث يقول عز وجل: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7) يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: 5-9].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص88

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق