جانب من فتوحات المسلمين وتبشير الرسول لهذه الأمة بالتمكين

2020-09-26
جانب من فتوحات المسلمين وتبشير الرسول لهذه الأمة بالتمكين
اللطيفة السادسة والأربعون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول جانب من فتوحات المسلمين وتبشير الرسول لهذه الأمة بالتمكين.

وقد بشر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسلمين بأن الله عز وجل قد زوى له الأرض مشارقها ومغاربها وأن ملك أمته سيبلغ ما زوى منها، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وأن أمتي سيبلغ مُلكها ما زوى لي منها).

وقد حقق الله عز وجل وعده للمسلمين وأنجز ما وعد به رسوله -صلى الله عليه وسلم- حيث بلغ ملك المسلمين إلى الصين شرقاً، واستولى المسلمون في أوربا على أرض ما يسمى الآن بأسبانيا والبرتغال وجزء من أرض فرنسا وعلى مملكة الروم الشرقية، واستولى العثمانيون على ألبانيا والبوسنة والهرسك وأماكن في شمال أوربا حتى دخل الإسلام هولندا.

وقد أثر أن هارون الرشيد الخليفة العباسي كان جالساً أمام قصره يوماً فرأى سحابة فقال: سيري أينما شئت فسيأتيني خراجك. ولا زالت أنوار الإسلام تتلألأ في أنحاء المعمورة رغم كيد الكائدين وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين وتشويش المشوشين ولله الحمد والمنة؛ ولذلك قال الله عز وجل هنا: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33].

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص88-89

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق