تحذير علماء المسلمين من سلوك الأحبار والرهبان في استغلال المناصب للإفساد في الأرض

وقوله عز وجل: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [التوبة: 34]، وعيدٌ شديد لهؤلاء الأحبار والرهبان الذين استغلوا مناصبهم وثقة أتباعهم فيهم فأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وجمعوا منهم الأموال بدعوى إنفاقها على المحتاجين فكنزوها.

كما أن فيها تحذيراً شديداً لعلماء المسلمين من سلوك هذا المسلك المشين. فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يكون كنز أحدكم يوم القيامة شجاعاً أقرع).

كما روى البخاري في صحيحه في التفسير من طريق زيد بن وهب قال: مررت على أبي ذر بالربذة فقلت: ما أنزلك بهذه الأرض؟ قال: "كنا بالشأم فقرأت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ، وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، قال معاوية: ما هذه فينا، ما هذه إلا في أهل الكتاب، قال: قلت: إنها لفينا وفيهم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص92-93