القتال في الأشهر الحرم من الكبائر

وقد جعل الله القتال في الأشهر الحرم من الكبائر حيث يقول عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ} [البقرة: 217]، وهذه الأشهر هي القعدة والحجة والمحرم ورجب، لكن هؤلاء الجاهلين المشركين تلاعبوا بهذه الأشهر فإذا اشتهوا القتال والتعدي على اموال الناس ودمائهم لجئوا إلى النسيء وهي تأخير الشهر الحرام إلى شهر آخر من غير الأشهر الحرم واستباحوا القتال في الشهر الحرام بدعوى أنهم أجلوا تحريمه إلى شهر آخر فيجعلون المحرم صفرا وهكذا، فأفسدوا نظام الشهور حتى صار الحج يقع في غير ذي الحجة بسبب هذا النسيء فوبخهم الله عز وجل على هذه الجريمة وهذه الجرأة على الله عز وجل وحض المسلمين على قتالهم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص95-96