الأشهر الهلالية موضوعة بعلم من الله وحكمته ومرتبطة بكثير من أمور الدين

2020-09-26
الأشهر الهلالية موضوعة بعلم من الله وحكمته ومرتبطة بكثير من أمور الدين
اللطيفة الواحدة والخمسون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول الأشهر الهلالية موضوعة بعلم من الله وحكمته ومرتبطة بكثير من أمور الدين.

وقد أخبر الله عز وجل أنه وضع للناس نظام الشهور يوم خلق السموات والأرض وأوضح لهم أن الشهور التي اختارها لعبادات الناس بعلمه وحكمته هي الشهور الهلالية المرتبطة بسير القمر في منازله، وهي المحرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجب وشعبان ورمضان وشوال والقعدة والحجة.

وربط بهذه الأشهر الكثير من أمور الدين كما قال عز وجل: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ} [البقرة: 189]، وكما قال عز وجل: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} [يونس: 5].

ومن ثمرات ربط الأمور الدينية بالشهور القمرية أن يدور الصيام والحج في السنة الشمسية كلها فتأتي هذه العبادات في الأيام الطويلة والقصيرة والصيف والشتاء والربيع والخريف لما في ذلك من الحكمة البالغة، كما أن معرفة الأشهر والمواقيت بالأهلة يشترك فيها العوام والخواص من الناس بخلاف الأشهر الشمسية فإنها لا يعرفها إلا الحاسبون وهي مرتبطة بمواقيت الزراعة والحرارة والبرودة، وقد اعتمد الناس الذين لا ينتهجون في منهاج حياتهم شرائع الأنبياء والمرسلين السنة الشمسية لحساباتهم الدينية والدنيوية فجعلوا السنة اثني عشر شهراً لكنهم حددوا أيامها بثلاثمائة وخمسة وستين يوما وبعض يوم، والسنة مرتبطة بدورة الشمس في الفلك دورة تامة.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص96

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق