وجوب المسارعة إلى تلبية دعوة ولي أمر المسلمين إذا دعا إلى النفير العام

2020-09-26
وجوب المسارعة إلى تلبية دعوة ولي أمر المسلمين إذا دعا إلى النفير العام
اللطيفة الخامسة والستون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول وجوب المسارعة إلى تلبية دعوة ولي أمر المسلمين إذا دعا إلى النفير العام.

قال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة: 41].

بعد أن عاتب المتخلفين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين دعاهم إلى الخروج في غزوة تبوك وهدد من يتخلف عن دعوة ولي أمر المسلمين إذا دعا للجهاد في سبيل الله، وأشار إلى أن الأعراب المتخلفين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيتيح الله لهم فرصة الغزو في سبيل الله وسيدعوهم ولي أمر المسلمين لقتال قوم أشداء متمرسين في القتال فمن أطاع هذا الداعي فله الأجر الحسن عند الله عز وجل، ومن يتول عنه كما تولى من قبل فله العذاب الأليم، وساق الشواهد الواضحة على أنه عز وجل قادر على نصرة دينه وإعلاء كلمته بأسباب أو بغير أسباب كما نصر رسوله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه حيث قال: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [التوبة: 40] الآية، دعا هنا المؤمنين إلى النفير العام إذا دعائهم إليه ولي أمر المسلمين وأن عليهم حينئذٍ أن ينفروا خفافاً وثقالاً فقال عز وجل: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} الآية، أي: إذا دعاكم ولي أمر المسلمين إلى النفير العام فسارعوا إلى تلبية دعوته والخروج معه لقتال أعدائكم من الكفار في منشطكم ومكرهكم وعسركم ويسركم رجالاً وركباناً وبأموالكم وأنفسكم فيما استطعتم حتى تكون كلمة الله هي العليا فإن ذلك خير لكم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص107-108

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق