المؤمن لا يستأذن في القعود عن الخروج مع رسول الله

وقوله عز وجل: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ} [التوبة: 44]، إعلان بأن من آمن بالله وبالبعث بعد الموت والحساب والجزاء لا يستأذن في القعود عن الخروج مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا يرغب بنفسه عن نفس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل كانوا يبذلون أموالهم وأنفسهم في الدفاع عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويُعَرضون أنفسهم لسهام الأعداء حتى لا تصيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولذلك أثنى الله عليهم في تذييل هذه الآية حيث قال: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}، وكان مقتضى السياق أن يقول: والله عليم بهم، لكنه قال: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}، فوضع الاسم الظاهر مكان الضمير ليثبت لهم صفة التقوى الجالبة لمعية الله عز وجل لهم.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص113-114
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق