قوله: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ...} لم يقابل الحسنة بالسيئة؛ لأن الخطاب هنا لرسول الله

2020-09-26
قوله: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ...} لم يقابل الحسنة بالسيئة؛ لأن الخطاب هنا لرسول الله
اللطيفة السادسة والسبعون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول قوله: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ...} لم يقابل الحسنة بالسيئة؛ لأن الخطاب هنا لرسول الله.

وفي قوله عز وجل: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا}

[التوبة: 50] الآية، إشعار بأنهم رغم ادعائهم الإيمان برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنهم يبغضونه أشد البغض وأنهم تجاوزا في ذلك البغض ما يكنونه من العداوة والبغضاء لعموم المؤمنين، ولذلك جعل الله المنافقين في الدرك الأسفل من النار.

والمراد بالحسنة هنا النعمة والمتاع الحسن، والمراد بالمصيبة الأذى والشدة، ولم يقابل الحسنة في هذا المقام الكريم بالسيئة كما قال في سورة آل عمران: {وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} [آل عمران: 120]، لأن الخطاب هنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأن ما يسوء هنا هو في حقه -صلى الله عليه وسلم- مصيبة يثاب عليها بخلاف المقام في سورة آل عمران؛ لأن الخطاب فيها موجه لعموم المؤمنين.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص120

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق