اشتراك اليهود مع المنافقين في همز الإسلام ولمزه
وقوله عز وجل: {ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 63]، أي: هذه العقوبة التي يعاقب الله عز وجل بها هؤلاء المنافقين إذا استمروا على نفاقهم هي الفضيحة الكبرى التي لا تعادلها فضيحة من الفضائح التي يفر منها هؤلاء المنافقون في الحياة الدنيا فيحلفون كاذبين فراراً من الفضيحة عند الناس.
ولا شك أن اليهود اتخذوا من المنافقين مطايا لهم واشتركوا معهم في همز الإسلام ولمزه وإطلاق الكلمات التي تؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث كانوا يقولون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: رعنا. كما تقدم في تفسير سورة البقرة عند قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا} [البقرة: 104]، وفي تفسير سورة النساء عند قوله عز وجل: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء: 46]، كما كانوا يقولون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند التحية: السام عليك. وقد سلك المنافقون مسلك اليهود وساروا على منوالهم في همز الإسلام ولمزه واغتنام الفرص للتخذيل بين صفوف المسلمين وإيذاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص134
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق