تشابه قلوب المنافقين في الاعوجاج وحبهم للشر وبغضهم للخير

2020-09-26
تشابه قلوب المنافقين في الاعوجاج وحبهم للشر وبغضهم للخير
اللطيفة الخامسة والتسعون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول تشابه قلوب المنافقين في الاعوجاج وحبهم للشر وبغضهم للخير.

قال تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [التوبة: 67-68].

هذا البيان الكريم وصف لأخلاق المنافقين وما انطبعت عليه قلوبهم من الاعوجاج وحبهم للشر وبغضهم للخير، وقد استشرى هذا الشر في رجالهم ونسائهم حيث يقول عز وجل: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ}، أي: مجتمعون في الشر منغمسون في الضلال منصرفون عن طريق الرشد لا يتخذونه سبيلاً، مقبلون على سبيل الغي يتخذونه سبيلا كما قال عز وجل: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} [الأعراف: 146] الآية، ولذلك صار هؤلاء المنافقون يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف حيث قال عز وجل هنا: {يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ}.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص138

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق