فعل (وعد) يأتي في الخير والشر، والسياق هو الذي يحدد المعنى المراد
وقوله عز وجل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [التوبة: 67-68]، أي: إن المنافقين المبطنين الكفر المظهرين الإسلام هم الخارجون عن طريق الحق والرشد، أعد الله لهؤلاء المنافقين وتوعدهم بأنهم هم والمجاهرين بالكفر من الوثنيين واليهود والنصارى سيكونون في الدركات في نار جهنم، وسيكونون المنافقون في الدرك الأسفل من النار يقيمون فيها أبداً ولا يتحولون عنها بحال من الأحوال، وهي كافيتهم في العذاب وقد طردهم الله من رحمته فلا يزالون في عذاب مقيم، أي: أبدي سرمدي.
وفعل: (وعد) يأتي في الخير والشر، فيقال: وعده خيراً، ويقال: وعده شراً. ومصدر الخير والوَعْد والعِدَة، ومصدره في الشر الوعيد، فالمصدر أو السياق هو الذي يحدد المعنى المراد منه. فمعنى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ}، أي: توعد الله عز وجل هؤلاء المنافقين رجالاً ونساء وجميع الكفار من الوثنيين وأهل الكتاب.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص139-140
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق