فائدة تخصيص الطوائف الستة بالذكر في قوله: {قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ}

2020-09-26
فائدة تخصيص الطوائف الستة بالذكر في قوله: {قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ}
اللطيفة التاسعة والتسعون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول فائدة تخصيص الطوائف الستة بالذكر في قوله: {قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ}.

وقوله عز وجل: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [التوبة: 70].

وقد خص الله بالذكر هذه الطوائف الستة لأن أخبارهم كانت متداولة في الجزيرة العربية، وكانت آثارهم باقية، وكان الكثير منها في بلاد العرب وما حولها كالعراق والشام، وكانوا يمرون عليها بالليل والنهار ويعرفون أخبار أهلها، كما قال عز وجل في سورة الصافات: {وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (137) وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الصافات: 137-138].

وقد عرفوا أن قوم نوح أغرقهم الله بالطوفان، وأن قوم هود سلط الله عليهم ريحاً صرصراُ سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. ويعرفون أن ثمود أهلكوا بالطاغية والصيحة القاتلة كما قال عز وجل: {إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ} [القمر: 31]. وقد أهلك الله أعداء إبراهيم عليه السلام وعلى رأسهم النمرود وسلبهم النعم، وأن أهل مدين أخذهم عذاب يوم الظلة وكان عذاب يوم عظيم، وكان سبب إهلاك هؤلاء جميعاً أنهم جاءتهم رسلهم بالبينات فكذبوهم فأهلكهم الله، وما ظلمهم بل هم الذين ظلموا أنفسهم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص142-143

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق