حرص النبي على هداية الناس

2020-09-27
حرص النبي على هداية الناس
اللطيفة المائة وسبعة وخمسون من تفسير سورة التوبة من كتاب تجريد التأويل للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حول حرص النبي على هداية الناس.

وقوله عز وجل: {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [التوبة: 128]، أي: يبذل أقصى جهده فيما ينفعكم ويرفع الضر عنكم، ويجلب لكم خير الدنيا والآخرة كالرائد الذي لا يكذب أهله ويسعى في إرشادهم إلى ما فيه رغد عيشهم وجلب السعادة لهم.

وقد كان من أظهر آثار حرصه -صلى الله عليه وسلم- على هداية الناس أنه كان يشتد حزنه إذا استمروا في كفرهم حتى بلغ به الحزن درجة كاد يبخع نفسه، أي: يهلكها بسبب استغراق الكفار في ضلالهم، كما قال عز وجل: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} [الكهف: 6]، وكما قال عز وجل: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 3].

وقد ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه في حرصه على الخير للناس ونفعهم مثلاً فقال فيما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومه، فقال: يا قوم إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العريان، فالنجاء، فأطاعه طائفة من قومه، فأدلجوا فانطلقوا على مهلتهم، وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني واتبع ما جئت به، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق).

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص266-267

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق