استحباب ذكر الشهادتين عند تمام الوضوء، وأما الدعاء عند كل عضو بخصوصه فلم يصح فيه حديث

2020-06-16
استحباب ذكر الشهادتين عند تمام الوضوء، وأما الدعاء عند كل عضو بخصوصه فلم يصح فيه حديث
باب الوضوء.. الفائدة التاسعة والعشرون من فوائد كتاب فقه الإسلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول استحباب ذكر الشهادتين عند تمام الوضوء، وأما الدعاء عند كل عضو بخصوصه فلم يصح فيه حديث.

وعن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)، أخرجه مسلم والترمذي، وزاد (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين).

لم يذكر المصنف في باب الوضوء من الأذكار إلا التسمية عليه في حديث ضعيف، وقد قال أحمد بن حنبل، لا أعلم في التسمية حديثًا صحيحًا، أما ذكر الشهادتين عند تمام الوضوء فقد صح فيها ما أخرجه مسلم، وأما زيادة (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين) فقد قال الترمذي بعد إخراجه الحديث: في إسناده اضطراب، ولا شك أن صدر الحديث ثابت في الصحيح بدون هذه الزيادة، وقد روى هذه الزيادة أيضا البزار والطبراني في الأوسط من طريق ثوبان، ورواها ابن ماجه من حديث أنس.

وأما الدعاء عند كل عضو بخصوصه فلم يصح فيه حديث، وقد روى أبو داود عن عقبة بن عامر قال: كنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- خدام أنفسنا نتناوب الرعاية -رعاية إبلنا- فكانت عليّ رعاية الابل فروحتها بالعشى فأدركت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخطب الناس فسمعته يقول: (ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه وبوجهه إلا قد أوجب) فقلت: بخ بخ ما أجود هذه؟ فقال رجل من بين يدى: التي قبلها يا عقبة أجود منها، فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب، فقلت: ما هي يا أبا حفص؟ قال: إنه قال آنفًا قبل أن تجيء: (ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه: (أشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء).

فقه الإسلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام: ص57-58

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق