بطلان قصة الغرانيق

2020-06-06
بطلان قصة الغرانيق
الفائدة الثانية والعشرون من كتاب القصص الحق في سيرة الخلق لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول بيان كذب وبُطلان القصة المشهورة بـ "قصة الغرانيق".

أما ما زعمه بعض الإخباريين وبعض المفسرين من أن سبب سجود المشركين هو ما عرف بقصة "الغرانيق" فإنه زعمٌ فاسد كاسد عاطل باطل، لم يثبُت بخبر صحيح ولا حسن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكما أنه لا يصح نقلًا فإنه كذلك لا يصح عقلًا؛ فلا يجري على لسانه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثناءٌ على آلهة المشركين بقصدٍ أو بغير قصد، ولا يتسلط الشيطان فيتقوله في قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ حيث زعم هؤلاء أنه جرى على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذكر اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى: تلك الغرانيق العلا، وإن شفاعتهن لترتجى.

مع أن ذكر اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى جاء على سبيل الذم في صلب السياق، وبعد ذكرها مباشرة؛ حيث قال: {أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}، أي: جائرة، {إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى}، ثم يذكر بعد ذلك قوله: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى}.

فهذه أدلة قطعية في صلب السياق على كذب قصة الغرانيق.

القصص الحق في سيرة سيد الخلق: ص77

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق