مشروعية ملاحظة أحوال المؤتمين، والمبادرة بالصلاة مع اجتماع المصلين

وعندهما من حديث جابر رضى اللَّه عنه: (والعشاء أحيانًا وأحيانًا إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطئوا تأخر، والصبح كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يصليها بغلس).

[المفردات]

(وعندهما) أي: عند البخاري ومسلم.

(أحيانًا) أي: أوقاتًا يقدمها أول وقتها.

(وأحيانًا) أي: وأوقاتًا أخرى يؤخرها عنه.

(اجتمعوا) أي: في أول الوقت.

(أبطئوا) تأخروا.

(بغلس) الغلس محركة: ظلمة آخر الليل، وهو أول الفجر.

[البحث]

حديث جابر عند الشيخين بلفظ: (كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلى الظهر بالهاجرة، والعصر والشمس نقية: والمغرب إذا وجبت الشمس، والعشاء أحيانًا يؤخرها وأحيانًا يعجل، إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطئوا آخر، والصبح كانوا -أو كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يصليها بغلس) والهاجرة شدة الحر نصف النهار، ووجبت الشمس أي: غابت، وقوله: (إذا رآهم اجتمعوا) تفيد مشروعية ملاحظة أحوال المؤتمين، والمبادرة بالصلاة مع اجتماع المصلين، وقد ثبت أنه لولا خوف المشقة عليهم لأخر بهم.

فقه الإسلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام: ص139-140