يعتد بقول التابعي في عصر الصحابة

2020-06-17
يعتد بقول التابعي في عصر الصحابة
الفائدة أربعة والستون من فوائد من كتاب إمتاع العقول بروضة الأصول لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أنه يعتد بقول التابعي في عصر الصحابة.

إذا بلغ التابعي رتبة الاجتهاد في عصر الصحابة فإنه يُعتد به في إجماعهم عند الجمهور، لأنه من جملة الأمة، ولا خلاف أن الصحابة سوَّغوا اجتهاد التابعين مع وجود الصحابة، فقد ولي عمر رضي الله عنه شريحاً القضاء والكتاب، وكتب إليه: (مالم تجد في السنة اجتهد رأيك).

وذهب القاضي أبو يعلى وبعض الشافعية إلى عدم الاعتداد بالتابعي في عصر الصحابة؛ لأن الصحابة شاهدوا التنزيل، وهم أعلم بالتأويل وأعرف بالمقاصد، ولأن عائشة رضي الله عنها أنكرت على أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف لما خالف ابن عباس في عدة الحامل المتوفى عنها زوجها، فقال ابن عباس بوضع الحمل، وقال أبو سلمة بأبعد الأجلين.

فقالت عائشة لأبي سلمة: (إن مثلك مثل الفروج سمع الديكة تصيح فصاح).

والأول أصح؛ لأن مجتهدي التابعين مع الصحابة كالعلماء بعضهم فاضلاً ومفضولاً. وانكار عائشة قد يكون للتأديب، مع أن أبا هريرة وافق أبا سلمة وقال: أنا مع ابن أختي.

إمتاع العقول بروضة الأصول: ص55-56

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق