الاستثناء بعد جمل متعاطفة هل يرجع إلى الجميع، أم للأخير فقط؟
إذا ورد الاستثناء بعد جمل متعاطفة وصلح عوده إلى الجميع، فإنه يرجع إلى الجميع، نحو: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وإلى هذا ذهب مالك والشافعي وأحمد؛ لأن الجمل المتعاطفة في حكم الجملة الواحدة، وفي الاستثناء شبه شرط، وفي الشرط يرجع للجميع فكذلك الاستثناء.
وذهب أبو حنيفة إلى أنه يرجع للأخير فقط، لإنكاره أن تكون الجمل المتعاطفة في حكم الجملة الواحدة، كما أنكر أن يكون الاستثناء شبيهاً بالشرط.
ولا نزاع عند أهل العلم في قوله: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، أنه لا يرجع إلى الجلد، بل يجب الجلد ولو تاب إذ لا يسقط الحد أبداً.
إمتاع العقول بروضة الأصول: ص97-98
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق