دعوى أن آدم سمى ولداً له عبد الحارث

2020-06-17
دعوى أن آدم سمى ولداً له عبد الحارث
الفائدة الرابعة والعشرون من كتاب قصص الأنبياء لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول دعوى أن آدم سمى ولداً له عبد الحارث.

قصة تسمية آدم --عليه السلام-- لابنه باسم عبد الحارث، وأنه هو المشار إليه في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ}؛ قولٌ على آدم بغير دليل صحيح، وتأويل للآية على غير وجهها.

وما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه قال: (لما ولدت حواء طاف بها إبليس، وكان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش، فسمته عبد الحارث فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره). قال ابن كثير في تاريخه: "فهذه علة قادحة في الحديث أنه روي موقوفاً على الصحابي، وهذا أشبه، والظاهر أنه تلقاه من الاسرائيليات، وهكذا روي موقوفاً عن ابن عباس، والظاهر أن هذا متلقى عن كعب الاحبار وذويه، والله أعلم، وقد فسر الحسن البصري هذه الآيات بخلاف هذا، فلو كان عنده عن سمرة مرفوعاً لما عدل عنه إلى غيره". اهـ.

وهذا تفسير عجيب لهذه الآيات، إذ كيف يكون أول شرك في الأرض من آدم وزوجه!

ولا شك أن المراد بقوله: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} هو آدم، وقوله: {وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} يعني حواء.

أما قوله تعالى: {فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ}، فهو انتقال بعد ذكر آدم وزوجته، واستطراد إلى ذكر الجنس والذرية، فآدم -عليه السلام- يحميه الله من الشرك الأصغر ومن الشرك الأكبر، فهو توبيخ لمن يشرك بالله من جنس بني آدم؛ ولذلك قال: {فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، ولو كان المراد به آدم وحواء لقال: "فتعالى الله عما يشركان".

قصص الأنبياء: ص33-34

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق