نزول القرآن بتأييد رأي عمر في قتل أسرى بدر
وقد استشار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ماذا يفعل بالأسرى، فأشار أبو بكر - رضي الله عنه - باستبقائهم وأخذ الفدية منهم، وأشار عمر - رضي الله عنه - بضرب أعناقهم، وكان من طبيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يختار الأيسر ما لم يكن إثمًا، فاختار رأي أبي بكر، ولم يلبث أن نزل القرآن بتأييد رأي عمر وإجازة ما اختاره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقد روى مسلم في صحيحه من طريق سماك الحنفي أبي زميل عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: فلما أسروا الأسارى، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر، وعمر: «ما ترون في هؤلاء الأسارى؟» فقال أبو بكر: يا نبي الله، هم بنو العم والعشيرة، أرى أن تأخذ منهم فدية فتكون لنا قوة على الكفار، فعسى الله أن يهديهم للإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما ترى يا ابن الخطاب؟» قلت: لا والله يا رسول الله، ما أرى الذي رأى أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنا فنضرب أعناقهم، فتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه، وتمكني من فلان (نسيبا لعمر)، فأضرب عنقه، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدها، فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر، ولم يهو ما قلت، فلما كان من الغد جئت، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر قاعدين يبكيان، قلت: يا رسول الله، أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك؟ فإن وجدت بكاء بكيت، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة) -شجرة قريبة من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: 67] إلى قوله {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: 69] فأحل الله الغنيمة لهم.
القصص الحق في سيرة سيد الخلق: ص223-224
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق