الدين كله يرجع إلى قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}
قال بعض السلف: الفاتحة سرُّ القرآن، وسرُّها هذه الكلمة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، فالأول تبرُّءٌ من الشرك، والثاني تبرُّءٌ من الحول والقوة، والتفويض إلى الله عز وجل، وهذا المعنى في غير آية من القرآن، كما قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [هود: 123]، وقوله سبحانه: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا} [الملك: 29].
والعبادة هي بذل اقصى غاية الحب مع أقصى غاية الذل للمعبود، ولها مراسيم قد حددتها شريعة الإسلام من توحيد الله عز وجل، والصلاة والزكاة والصيام والحج، وجميع ما يتقرب به إلى الله عز وجل وحده لا شريك له، ومنها الرغبة والرهبة وخوف السر والرجاء والإنابة والقنوت والإخبات، وهذه الحقيقة هي التي من أجلها خلق الله الإنس والجن، وأقام السموات والأرض، وينصب يوم القيامة سوق الجنة والنار حيث يقول عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56-57-58].
وتحقيق {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] يَعْصِمُ المسلم من مذهب الجبرية والمعتزلة القدرية.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص19-20
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق