دلالة الحروف مقطعة في افتتاحيات بعض السور
مجيء الحروف المقطعة في افتتاحيات هذه السور بهذه الصفة؛ معجزة ظاهرة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبرهان قطعي على أنه من عند الله، ولذلك ذهب جماعة من محققي العلماء إلى أن المقصود من هذه الحروف هو الإعجاز والتحدي للعرب والعجم والإنس والجن، كما أن مجيئها على حرف واحد كقوله: "ص" و "ن" و "ق"، وعلى حرفين كقوله: "حم"، وعلى ثلاثة كقوله: "الم"، وعلى أربعة أحرف كقوله: "المر"، وعلى خمسة أحرف كقوله: "كهيعص"، يلفت انتباه ذوي العلم الذين يعلمون أن الكلام إنما يجيء على حرف، أو حرفين، أو ثلاثة، أو أربعة، أو خمسة، لا غير بأن هذا القرآن من عند الله؛ لأنه مركب من نفس الحروف التي يتركب منها كلامهم، وعلى الأساليب التي يعبرون عنها.
ومع ذلك فقد تحداهم أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله، وبين الله عز وجل عجزهم حيث يقول: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص27-28
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق