دلالة قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ} على فساد قول المعتزلة في خلق أفعال العباد
هذا وفي قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} [البقرة: 7]، إشعار ظاهر بفساد مذهب المعتزلة القائلين بأن العبد يخلق أفعال نفسه مذهب، وهو مذهب فاسد كاسد؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف: 5]، وكقوله تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110]، وكما قال عز وجل: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112]، في آيات كثيرة تؤكد أن الله يهدي من يشاء فضلاً، ويضل من يشاء عدلاً.
فالله تبارك وتعالى ختم على قلوب الكفار وسمعهم وغطَّى أبصارهم جزاء وفاقاً لما اقترفوه، وليس ذلك جبراً كما يقول الجبرية الجهمية، بل بطريق الترتيب على ما اقترفوه من القبائح، ولا يظلم ربك أحداً، ولذلك قال في سورة الجاثية: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} [الجاثية: 23].
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص36
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق