المقصود من ضرب الأمثال في القرآن

2020-06-22
المقصود من ضرب الأمثال في القرآن
الفائدة السادسة والعشرون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول المقصود من ضرب الأمثال في القرآن.

ولا شك أن المقصود من ضرب الأمثال هو تأثيرها العظيم في القلوب، وإنها أبلغ في تقريب الحقائق وإيضاحها من الوصف وحده، والنفس تحرص على معرفة ما احتواه المثل وينتقش فيها؛ لأن الغرض من المثل هو تشبيه الخفي بالجليِّ، والغائب بالشاهد فيتأكد الوقوف على ماهيته، ويصير الحسُّ مطابقاً للعقل، وذلك أبلغ في الإيضاح.

ولهذا أكثر الله تبارك وتعالى في القرآن العظيم من ضرب الأمثال للناس لعلهم يتذكرون، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من ضرب الأمثال لتنتقش مدلولاتها في النفوس، كقوله صلى الله عليه وسلم  فيما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني الله به من الهدى، والعلم كمثل غيث أصاب أرضا، فكانت منها طائفة طيبة، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه بما بعثني الله به، فَعَلِمَ وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به)

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص52-53-54

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق