مهمة الأنبياء والمرسلين تقرير توحيد الألوهية
جميع الأمم على مرِّ العصور واختلاف الأجناس وتباين الألسنة واللغات معترفون بالخالق العظيم، قد ورثوا ذلك من عهد آدم وتتابعت اعترافاتهم به إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك كثر في القرآن العظيم توجيه الأسئلة للمشركين بأنهم ما داموا مقرين بأن الله هو وحده خالق السموات والأرض وما فيها، فلماذا يشركون ويعبدون معه غيره؟
حيث يقول الله تعالى: {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون]، وكما قال سبحانه: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [الزخرف: 9].
فالإقرار والاعتراف بربوبية الله مركوز في النفوس مقَرَّرٌ عند جميع الأمم، لكن من انحرفت فطرته، عبد غير الله، فأرسل الله الرسل وأنزل الكتب لتحقيق أنه لا إله إلا الله، وأنه وحده هو المستحق لأن يفرد بالعبادة، ويخص بالتوحيد، ولذلك كان أول أمر بالعبادة في كتاب الله هو الأمر هنا في هذا المقام من سورة البقرة بعبادة الله، حيث يقول جل جلاله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: 21]، وقد عبَّر بعنوان الربوبية التي يقرون بها لتكون دليلاً جلياً على وجوب إخلاص العبادة له وحده، فكأنه يقول لهم: ما دمتم أقررتم بربوبيتي فلماذا تشركون معي غيري في ألوهيتي؟! ولذلك كانت مهمة المرسلين والأنبياء تقرير توحيد الألوهية.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص55-56-58
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق