معجزة كل نبي تناسب أعلى ما وصل إليه قومه من العلم

2020-06-22
معجزة كل نبي تناسب أعلى ما وصل إليه قومه من العلم
الفائدة التاسعة والعشرون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول معجزة كل نبي تناسب أعلى ما وصل إليه قومه من العلم.

وقد كان من حكمة الله عز وجل أن يؤيد أنبياءه ورسله بمعجزات يؤمن على مثلها البشر، وقد كانت معجزة كل نبي تناسب أعلى ما وصل إليه قومه من العلم؛ ليعرفوا أن هذه المعجزات تفوق كل ما وصلوا إليه، وأنها ليست من قدرة البشر، وإنما هي من مالك القُوَى والقُدَر، فقد علمنا أن قوم فرعون قد بلغوا في السحر شأوا لم يصل إليه قبلهم ولم يصل إليه من بعدهم؛ فبعث الله عز وجل موسى -عليه السلام- بمعجزات تشبه ما برعوا فيه، لكنهم يعلمون أنها ليست منه، فأعطاه الله معجزة العصا واليد، ومهّد لذلك حينما ناداه من جانب الطور الأيمن من الشجرة المباركة بالوادي المقدس طوى: {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20) قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى (21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى (22) لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى (23) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [طه]، فلما جاء موسى إلى فرعون ودعاه إلى الله عز وجل وأعلمه أنه رسول من رب العالمين، قال له فرعون: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30) قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33) قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37) فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (38) وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنْتُمْ مُجْتَمِعُونَ (39)لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (40) فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} [طه].

كما عُلم أن من بُعث إليهم عيسى -عليه السلام- كانوا أبصر الناس في عصرهم بالطب، فجعل الله عز وجل معجزة عيسى عليه السلام من جنس ما برعوا فيه، فكانت معجزاته أنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيى الموتى بإذن الله، ويصوِّر من الطين كهيئة الطير ثم ينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله.

ولما كانت قريش ومن حولهم من سكان الجزيرة العربية هم أعلى الناس بياناً، وأعظمهم فصاحة وبلاغة؛ فلذلك اختار الله تبارك وتعالى معجزة رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- القرآن، لتكون من جنس ما برع به العرب الذين يشهد لهم بالفصاحة العجم، فجعل معجزته الكبرى وآيته العظمى القرآن الكريم.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص61-62

التصنيفات

التعليقات (1 تعليق) إضافة تعليق


(منذ سنتين) إضافة رد

https://oscialipop.com - cialis online prescription cialis viagra cough sinus Cat Keflex Dose Bwzhsl <a href=https://oscialipop.com>Cialis</a> By the years end despite its immense size and breathtaking price the book had sold out. Viamedic https://oscialipop.com - cialis dosage