الأمثال القرآنية لا يعقلها إلا العالمون
وقد بين الله عز وجل أن الأمثال التي يضربها للناس لا يعقلها إلا العالمون، ولذلك كان بعض السلف يبكي إذا مرَّ به مثلٌ في كتاب الله ولم يفهمه، غير أن الذين في قلوبهم مرض من المنافقين، ومن طبع الله على قلوبهم من الكافرين كانوا إذا سمعوا مثلاً من أمثلة القرآن أخذوا يتساءلون: ماذا أراد الله من هذا المثل؟ لا سيما إذا كان المثل المضروب لشيء حقير كالذباب مثلاً الوارد في قوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: 73-74].
مع أن هذا المثل يتطامن أمام بلاغته البلغاء في بيان عجز معبوداتهم الباطلة وحقارتها، وتمام قدرة الله عز وجل وكمالها الذي جعل هذه الذبابة الضعيفة الحقيرة تعجز أصنامهم وتسلب آلهتهم وهو عاجزون حائرون أمامها، فبين الله عز وجل هنا أن ضربه المثل بالبعوضة فما فوقها حق يلفت انتباه ذوي العقول إلى عظيم قدرة الله في خلق البعوضة التي يعجز كل بني آدم عن خلق مثلها، وإعطائها هذه الطبيعة التي طبعت عليها.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص73-74
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق