إثبات صفة الحياء لله جل جلاله
وقوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا} [البقرة: 26]، يبين أن الله عز وجل لا يستحي من الحق، وقد أثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صفة الحياء لله عز وجل، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وذهب واحد، قال: فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما: فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر: فجلس خلفهم، وأما الثالث: فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟ أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه).
وقاعدة أهل السنة والجماعة أنهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه، أو أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء الحسنى والصفات العلى، وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعتقدون أن ما ثبت لله من الأسماء والصفات لا يشاركه فيها أحد من خلقه، فهي تليق بالله وحده، وما ثبت للمخلوقين من الصفات والأسماء تليق بالمخلوقين.
فالحياء الذي يوصف الله عز وجل به يليق بالله ولا يتصف به البشر، والحياء الذي يوصف به البشر لا يليق بالله ولا يتصف به، تنزه عن صفات المخلوقين.
تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص73- 74-75
-
2024-06-25 توحيد الربوبية وضلال الكفار
-
2024-06-25 بداية دخول الشرك على البشرية
-
2024-06-25 بيان ضلال نظريات فرويد
التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق