الجنة التي أُخرج منها آدم هي جنة الخلد

2020-06-22
الجنة التي أُخرج منها آدم هي جنة الخلد
الفائدة التاسعة والأربعون من لطائف قرآنية من تفسير سورة البقرة من كتاب تجريد التأويل لفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد والتي تدور حول أن الجنة التي أُخرج منها آدم هي جنة الخلد.

أكثر السلف من هذه الأمة المحمدية على أن الجنة التي قال الله لآدم: {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، هي جنة المأوى، لأن الصفات التي وصف الله عز وجل بها هذه الجنة في قوله: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} [طه: 118-119]، تدل على أنها جنة النعيم كما أن الحديث الصحيح في قصة الشفاعة يوم القيامة أن آدم يقول للذين طلبوا منه الشفاعة: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم؟

وقد ذهب بعض السلف إلى أنها جنة في مكان عال من الأرض، والراجح عند أهل العلم أنها جنة المأوى لما وصفتُ.

فلو قال قائل: إذا كانت هي جنة المأوى فكيف يخرج منها آدم، ومن سكن جنة المأوى لا يخرج منها؟ فالجواب: هو أن من يسكن جنة المأوى ولا يخرج منها هو من يدخلها جزاء على عمله الصالح بعد أن يقضي عمره في الدنيا إذا مات على دين الأنبياء والمرسلين، وتفضل الله عليه بدخول الجنة فإنه لا يخرج منها ولا يتحول عنها؛ لأنها دار جزاء المتقين.

أما كون آدم يسكنها قبل أن يعمل شيئاً فهذا للامتحان والابتلاء والاختبار، لتكون هذه الصورة ماثلة أمام أعين ذريته دائماً ليحذروا من طاعة الشيطان الذي أخرج أبويهم من الجنة.

تهذيب التفسير وتجريد التأويل: ص104-105

التصنيفات

التعليقات (0 تعليق) إضافة تعليق